(فــي ظلمة الليل)

**(فــي ظلمة الليل)**

*****

في ليلة شتوية مظلمة تلفها الوحشة

"تخرس الأصوات في جوف الزمن
و تسكب السماء ألحانهاالرائعة في الأثير الصامت"..

تبوح لنا النجوم بأحد أسرارها..

انظر كأن شبحاً نراه من بعيد..
إنه يقترب منَّا

رجلٌ ملثمٌ يحملُ على ظهره جراب..

مَنْ هذا؟.

أمسافرٌ..؟ و هل ذا وقت سفر؟..

ثم لماذا هو متلثم؟..

لنتابعه و لنعرف ما خبره؟..

أخذ يسر بين أزقة المدينة و سككها,يخرج من زقاق و يدخل في آخر,
و يطرق بعض البيوت فيعطيهم شيئاً من ذلك الجراب..

أنهى ما عنده ثم توجه إلى مكان خالٍ بعيداً عن تلك البيوت,

و وقف مصلياً لله لم يتحرك منه إلا ما تحركه تلك الرياح الباردة التي يعبأ بها..

سقط رداءه فلم يعره أي اهتمام

و ما زال بين قائم و قاعد و راكعٍٍ و ساجد ثم شرع بالدعاء..

أيُّ ترنيمة ملائكية حزينة تنساب إلى الأسماع فتأسرها..

و أيُّ صوِت جهوري خاشع مؤثر يصدع القلوب..

اسمعه

(أُناجيك يا موجود في كل مكان لعلك تسمع ندائي...)

كأنه صوت قارئ القرآن الذي سمعته الليلة الماضية..

أنهى ورده ثم أخذ رداءه و الجراب,و سار حتى دخل في
سكة بني هاشم تابعته حتى دخل ذلك البيت

الذي رفرفت حوله قلوب المؤمنين كالفراشات حول الضياء
إنه زين العابدين عليه السلام.

شكرا جزيلا اخي الكريم
يعطيك الف عافيه