قصة واقعية يرويها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله
و كما يُنقل أنه ..
ألقى سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله محاضرة في
الحوزة اللبنانية بقم المقدسة على طلبة العلوم الدينية اللبنانيين المحاضرة مسجلة وموجودة عند أحد الطلبة الأعزاء في قم المقدسة حيث قال السيد في هذه المحاضرة بما مضمونه .....
-
أيها الأخوة الأعزاء إن قضية ثبوت شيء أو عدم ثبوته ليس دائماً يخضع للضوابط التي يجعلها العلماء في علم الأصول وعلم الرجال ، فهناك ما يحتاج إلى ذلك ، ولكن ليس هو المقياس دائماً ، فمثلاً لو جئنا نبحث عن قضية (مسجد جمكران) في طهران والذي يتوافد إليه الشيعة في إيران للتوسل إلى الله تعالى بجاه الإمام المهدي المنتظر أرواحنا فداه وعرضنا قضية هذا المسجد على الضوابط المتقدمة لما أمكن إثبات نسبة هذا المسجد أبداً ، حيث أن كل الروايات ضعيفة في شأنه ، ولكن لا يؤخذ بهذه الحدّية في هكذا موارد ، إذ ربما تتحكم أمور أخرى في إثبات الشيء كالتجارب التي قام بها الكثير من علماء الشيعة وغيرهم والتي أكّدوا فيها أن استجابة الدعاء قد تحققت في هذا المكان بالذات مما يعني أن هذه التجارب هي مؤيدات وشواهد على إثبات ذلك المسجد ، فتتعزّز تلك الروايات الضعيفة بهذه التجارب .
ثم قال سماحة السيد حفظه الله ( حاكياً قصة مهمة في هذا المجال ) : إنه لمّا أن كان ( رابين ) رئيس الوزراء الصهيوني أراد بعد اتفاقيات أوسلو العامة مع العرب والتي حصل فيها الإتفاق أولاً مع الفلسطينيين على أمل أن يتم عقد اتفاقات أخرى مع سوريا ، فأُعدت العدة لذلك واتجهت الأنظار إلى الرئيس السوري حافظ الأسد لعقد هذا الإتفاق مع الصهاينة ،
يقول السيد ..
اجتمعنا في شورى حزب الله ودرسنا أثر هذا الإتفاق على المقاومة الإسلامية في حزب الله ، وقلّبنا الوجوه والخيارات فوجدنا أن المقاومة ستقع في مطب عظيم وسلبي لدرجة الغاية وأنه ليس ذلك في صالح المقاومة أبداً ، فتحيّرنا ، وكان من عادتي أنه حينما أتحيّر في أمثال هذه المواقف الكبرى ألتجأ إلى استشارة السيد القائد ( الخامنئي ) فعقدت العزم على السفر إلى إيران لهذا الأمر ، ولكن من المعلوم أن السيد القائد لا يستقبل أحداً مفاجأة بدون موعد محدّد ، ولمّا وصلت إلى طهران طلبت عقد لقاء عاجل مع سماحة السيد ، فأخبروني بأن هذا اليوم ليس هو اليوم الذي يستقبل فيه الناس ، فقلت : إن لي طلباً عاجلاً ، فأخبر السيد فأذن له باللقاء ، فلمّا دخلت ورأيت السيد واستقبلني بكل حفاوة وفي أثناء السلام والتقبيل قال لي مباشرة :
لن يحدث اتفاق بين سوريا والصهاينة ، فانصدمت لإخباري بهذا الموضوع ، حيث أنّي لم أُطلع عليه أحداً إلا مجلس شورى حزب الله فقط ، والمهم أن اللقاء انتهى بدون أن أسأله كيف عرف أنه لن يحدث اتفاق ؟ ، ورجعت إلى لبنان ، وبعدها بعدة أيام جاءنا خبر مقتل رابين على يد صهيوني غير راض بهذا الإتفاق لأنه يؤدي إلى سلبيات لن تستفيد منها دولة الصهاينة ، فصار ذلك فرجاً لنا حيث لم يحدث اتفاق أبدا بين سوريا والصهاينة وإلى الآن!!
والمهم أنه تعجّبت من إخبار السيد لي بهذا الموضوع ، وظل ذلك في نفسي وأتحيّن الفرصة لكشف هذا السر ، إلى ذلك اليوم الذي حصل فيه اللقاء بسماحة السيد مرة أخرى مع جماعة شورى حزب الله وبعد أول اللقاء الذي قبّلت فيه يد السيد المشلولة والتي رأيتموها وهي منتشرة ، سألت سماحة السيد عن قصة لقائي معه قبل عدة سنوات وأنه أخبرني أنه لن يحدث اتفاق بين الصهاينة وسوريا ؟
فقال لي سماحة السيد : أنه لمّا أن تواردت الأخبار عن عقد اتفاق بين الصهاينة وسوريا درست المسألة من جميع جوانبها فوجدت أن المقاومة الإسلامية سيكون من نصيبها في هذا الإتفاق الخسران ، وعادة عندما أحس بأن مشكلة عويصة لا أجد لها حلاّ أتوجّه إلى الله بالدعاء والتوسل بولي العصر صلوات الله عليه في (مسجد جمكران) ، فتوجهت إلى هذا المسجد فدعوت وتوسلت إلى الله تعالى بحق صاحب العصر صلوات الله عليه أن يفرّج هذه المشكلة العويصة ، ولمّا خرجت من المسجد انطبع في نفسي وأحسست إحساسا غريباً أن هذا لن يحدث أبداً بفضل الله تعالى وبركات إمام العصر صلوات الله عليه ، ولمّا التقيت بك في ذلك اليوم قلت لك : إن ذلك لن يحدث أبداً ، وهذا ما حصل فعلاً .
هذه هي القصة ، مما تدلنا على أنه ليس كل شيء نتأمل فيه بحدّية تامة ونطبّق فيه الضوابط الفقهية والأصولية والرجالية ، إذ ربما تتدخل عوامل أخرى غير تلك الضوابط التي نعرفها نحن الطلبة..
تحياي